فوات وعد الله لبني إسرائيل بالتكريم
المقصود أن يقال عن هؤلاء القوم: إن هذا العمل الذي عمله هؤلاء يخرج هذه الشعوب عن وعد الله تبارك وتعالى بالتكريم, وأن يكونوا أمة عظيمة، وأن يملكهم الأرض، الذي هو يختص بذرية إبراهيم؛ بل بذرية يعقوب بل ببني إسرائيل خاصة؛ الذين يدعي هؤلاء أنهم من نسلهم ومن الأسباط الاثني عشر؛ فلذلك لا يدعون أية فرصة لتدنيس أو تشويه الأنبياء، توصلاً بذلك إلى تدنيس الشعوب التي يريدون أن يحاربوها أو يريدون أن يعادوها.
يمضي التاريخ وتنتهي الأحداث وتنتهي تلك الشعوب من الأرض, ويبقى أن التحريف الذي وقع في كلام الله تبارك وتعالى شنيع جداً, وأن ما ينسب إلى الأنبياء فظيع جداً عندما يدنس تاريخهم بمثل هذا الشكل، وبذلك يظهر لكل ذي عقل وبصيرة ميزة هذا القرآن العظيم, وميزة النظرة الإسلامية، والعقيدة الإسلامية الصافية النقية في تكريم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، في تقديرهم وتوقيرهم وتعظيمهم, وفي نسبة كل الفضائل والكمالات البشرية إليهم، ونفي النقائص والعيوب التي تخل بمقام الرسالة عنهم جميعاً صلوات الله وسلامه عليهم.